شرّع الله لنا الكثير من الوسائل والأدوات التي تساعدنا في مواجهة حياتنا اليوميّة وما فيها من من مشاكل ومسائل يستعصى علينا حلّها، ممّا يجعلنا نبحث عن الدليل والسبيل الذي يمكننا من الحصول على مخرج، هذا وقد كانت صلاة الاستخارة من أفضل تلك الوسائل وأنجعها لما فيها استشارة ربانيّة خالصة.
تعريف الاستخارة ومشروعيتهاكلمة مشتقة من الفعل استخار أي طلب المشورة أو تحرّي الخير من الله عزّ وجلّ في أمر من الأمور، وقد سنها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لنا وحثّنا عليها لما لها من أهميّة كبيرة جليّة، ونجد ذلك في حديثه صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ" متفق عليه، وفي هذا دليل واضح على صحّة مشروعيتها.
حكم الاستخارة ووقتهاصلاة الاستخارة هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومستحبة كل أمر من الأمور التي لا يهتدي بها المرء إلى سبيل، وحكمها على التحريم في كل أمر ورد به نص شرعي ثابت، أمّا بالنسبة لتوقيتها فهو على العموم كما بقية السنن والرواتب، مع تحرٍ لبعض الأوقات المباركة لما لها من خصوصية وفضيلة عند الله عز وجل كما في الثلث الأخير من الليل، هذا مع الحذر من الوقت الذي لا تجوز ولا تقبل به الصلاة وهو :عند طلوع الشمس وعند غروبها، وعند توسطها وإنتصابها في كبد السماء من الظهيرة.
كيفية الاستخارةإن كانت الاستخارة من صلاة السنة التي يسنّ لنا فعلها إقتداء به صلّى الله عليه وسلّم، فإنّها تصلى ركعتين يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون وفي الثانية سورة الصمد وإن كانت هي الجزئية تقع من القراءة تقع على وجه الإجتهاد البشري الذي قد يصيب أو يخيب، إلّا أنّنا أوردناه هنا لما لهاتين السورتين من أجر وبركة وعظمة، وما يقرأ في نهاية الاستخارة من الدعاء الذي ورد ذكره في أحاديثه صلّى الله عليه وسلّم.
اعلم أخي بأنّ اليقين التام بالله سبحانه وتعالى هو مقدم على ما سواه، وما صلاة الاستخارة سوى سبب من الأسباب التي يؤخذ بها، مع ترك الأمور لله سبحانه يقضي بها وفق علمه وحكمته، ثم ما يستوجب ذلك من العبد من التسليم لله والرضى فيما قضى وأمر.
المقالات المتعلقة بتقرير عن صلاة الاستخارة